خلال تحضير حصة يدور موضوعها حول الشعور بالبرد الذي يصاحب التبخر طرح سؤال لمعرفة السبب عند استخدام المروحة، ( و هو يحرك الهواء الساخن ) هل يساعد تحرك الهواء على التبخر؟

عند وجود وعاء  مملوء بالماء أعلى طاولة يكون بخار الماء (وهو غاز فلا نراه) مجاورا لسطح السائل، وإذا تخلصنا من هذا البخار يتحول جزء من الماء السائل إلى بخار ليحل محل البخار المختفي، أي أن الماء السائل "يتبخر"، ويساعد الهواء على التبخر (تجف الأرصفة المبللة أو الغسيل المنشور بالخارج) عن طريق التخلص من بخار الماء الذي يتكون أولا بأول، وتلعب المروحة نفس الدور حتى إذا كان الهواء ساخنا، ويمكن أن نقول أن دور الإزاحة الذي تلعبه المروحة أهم من درجة حرارتها ولكن للحرارة أيضا دورا، ففي درجة حرارة معينة لا يتبخر السائل إذا كان محاطا بالحد الأقصى من البخار (نتحدث هنا عن ضغط البخار "المشبع") ومادمنا لم نبلغ تلك الكمية من البخار فيستمر السائل في التبخر (حتى إن الوعاء قد يفرغ من الماء بدون مروحة إلا إذا كان موضوعا بالحمام بعد الاستحمام)، فالمروحة تسرع من تلك العملية، وإذا كانت درجة الحرارة مرتفعة فستزداد كمية البخار القصوى التي يمكن بلوغها مما يسهل من التبخر؛ ويتم استخدام التأثيرين معا: تيار هواء وهواء ساخن بمجفف الشعر.

إذا كنا قد أصبنا الفهم فأن كمية البخار الموجودة أعلى الكوب أكبر من كمية البخار الموجودة على بعد ٢٠سم منه (مثلا)، فكمية البخار تتغير إذن بطريقة ملموسة تبعا لبعدها من مصدر الماء؟ فلماذا لا تنتشر بكل الهواء المحيط؟ ("فالغاز يحتل كل الحيز المتاح")؟ وهل تستطيعون أن تدلوني على كتاب (سهل) يسمح بالتعمق في تلك المسألة؟

إن ملاحظتك مبررة، فبحجرة بدون تيارات هوائية وحيث يتواجد بها الهواء في كل ركن عند نفس درجة الحرارة "يشغل بخار الماء بها كل الحيز المتاح" وإذا كنت قد خصصت بالذكر المنطقة المجاورة للسطح فذلك لحدوث عملية التبخر بها، فكمية بخار الماء (مثلها مثل الهواء) تتغير مع الارتفاع والحرارة ولكن يمكن تجاهل تأثيرهما داخل الحجرة؛ وفي الواقع فإن الهواء في منطقتنا على الأقل يحتوي دائما على بخار الماء، وقليل من الهواء الجاف وكثير من الهواء الرطب، ونادرا ما يكون مشبعا ببخار الماء (إلا في دورات المياه)، وتؤدي المقارنة بين محتوى بخار الماء الموجود بهواء الغرفة وبخار الماء الوجود بهواء مشبع (عند درجة حرارة معينة) إلى قياس نسبة الرطوبة للهواء والذي يتم قياسه بواسطة جهاز قياس الرطوبة (المرطاب) (بدرجة ٦٠% في المنازل)؛ ومن الواضح أن تبخر الماء السائل يكون أسرع بكثير عند وضعه بهواء (أو بتيار هواء) أكثر جفافا؛ وليس من السهل إرشادك إلى كتاب "سهل"؛ ولتفسير تغير الحالة من سائل إلى غاز يستخدم الفيزيائيون المختصون بالديناميكا الحرارية كميات (كالضغط الذي يطلق عليه "جزئي" للغازات المختلفة التي تكون الهواء الرطب)، وبالإضافة إلى ذلك تتناول الكتب دائما موضوع الغليان ونادرا تذكر التبخر عند كل درجات الحرارة (الذي يبدو لي أنه مركز اهتمامك).

صباح الخير، هناك كتاب أحدث للكاتب ج.ب. موري وهو: الثلج والبخار بمجموعة "بابا، أخبرني" لدى دار النشر باليه دولا ديكوفارت عام ١٩٨٩.